تعد الثقة ركنًا أساسيًا في جميع العلاقات الإنسانية، سواء كانت علاقة عاطفية، أو علاقة أخوة أو صداقة أو قرابة، أو حتى أبوة وبنوة.
وتتدهور الثقة بشكل سريع إذا لم تُحترم قواعدها الأساسية، مثل الخيانة الزوجية،أو الكذب وخلافه، رغم أنها تحتاج إلى جهد كبير لبنائها، ولكن المفاجأة السعيدة تكمن في الإجابة عن سؤال .. هل الثقة تعود بعد فقدانها؟
قد يطرح أحدهم سؤال هل تعود الثقة بعد الخيانة ؟ .. وللإجابة على هذا السؤال نقول نعم، يمكن أن تعود الثقة بعد فقدانها، ولكن يجب اتباع العديد من الخطوات لإعادة بناء الثقة بين الأفراد والمجموعات، وتعتمد طول مدة بناء هذه الثقة على:
يجب اتباع العديد من الخطوات من أجل استرجاع الثقة بين الحبيبين أو الزوجين وهي على النحو التالي:
يعد التواصل الفعال أهم مفتاح لإعادة بناء الثقة، حيث يجب أن يعبر كل طرف عن مشاعره ورغباته بوضوح، دون خوف من الطرف الآخر، وأن تكون هناك حالة من المصارحة والمكاشفة حول طبيعة الحياة، وأسباب المشكلة التي حدثت، وأن تكون هناك سعة صدر لاستيعاب الانتقاد.
يعد الوفاء بالوعد من أهم أدوات إعادة بناء الثقة بين الطرفين، ومن أهم الإجابات على سؤال كيف تعود الثقة ؟ ، إذا أنه يجب على كل طرف أن يفي بوعده لتعزيز الثقة، وإذا تعذر عليه الوفاء، وجب عليه الحديث بصدق على المعوقات التي تسببت في الإخلال بالوفاء بالوعد، وهناك سنجد الثقة في العلاقات تنمو وتزدهر.
عندما يكون هناك تباين بين السلوك والمعتقد، يساهم هذا بشكل كبير في انعدام الثقة بين الزوجين ، وعليه فإننا نوصي بأن يكون هناك اتساق بين السلوكيات والمعتقدات، حيث يظهر الشخص الذي تتوافق مبادئه مع سلوكياته بالانضباط الذاتي، والتحلي بالشجاعة، مما يساهم في تعزيز الثقة فيه.
رغم كونه شيء يتناقض مع الشك، إلا أن احترام الحدود، وعدم التطفل ومقاومة الرغبة الجامحة في المعرفة حول الشريك التي تكون في بدايات بناء الثقة من جديد تعد من أهم الخطوات لاجتياز المرحلة الأولى لبناء الثقة والتي يكثر فيها الشك واللوم والعتاب.
هل تعود الثقة كما كانت ؟ ربما يكون هذا هو المفتاح السحري لعودتها كما كانت ، إذا أن إظهار التعاطف مع الطرف الآخر، ومحاولة استيعاب الماضي الذي حدث معه، وكذلك محاولة استيعاب رد فعله القاسي أحيانا، إحدى أهم الخطوات التي تعيد بناء الثقة من جديد، كما إنها تعين على الصبر على مراحل بناء الثقة الطويلة من جديد، كما أنها تشعر الطرف الآخر بالحنان والأمان وأن هناك من يسمعه ويفهمه، وهي مفيدة لكلا الطرفين.
اقرأ أيضا: لتجنب الوقوع في هذه المشكلة.. تعرفي على أسباب ارتفاع نسب الطلاق
يعد ارتكاب الأخطاء أمر طبيعي يحدث في أي علاقة، ليس هناك شخص معصوم أو كامل، لكن الذي يميز العلاقة الصحية عن غيرها، هو تحمل المسؤولية تجاه الأخطاء وامتلاك الشجاعة الكافية لتصحيحها والاعتذار عنها والاعتراف بها، وإذا استطاع المرء التحلي بالشجاعة، كان جديرا بالثقة وأهلا لها.
يعد التقدير والاحترام من أهم أدوات الإجابة عن سؤال هل الثقة تعود بعد فقدانها؟ ، ويستطيع الفرد منا التعبير عن تقديره وامتنانه بالكلمات أو الأفعال أو بالكتابة على ورقة مرفقة بهدية، وغيرها من الوسائل التي تشعر الطرف الآخر بالأمان وأنه محل تقدير واحترام.
يعد تجنب سلوكيات مثل الكذب أو التدليس، أو تعمد إخفاء الحقائق، من أهم أسباب استمرار الثقة بين الزوجين في الإسلام ، كما يعد التقليل من مشاعر الآخر، أو محاولة التلاعب به أو تضليله أحد أخطر وسائل فقدان الثقة بين الطرفين.
من المعروف أن الثقة عملية تحتاج إلى وقت طويل، ولا يمكن أن تُبنى في يوم وليلة؛ يجب أن لا تستعجل النتائج، واستعد دوما لبذل الجهد، والصبر على تقلبات شريك الحياة، مادمت قررت خوض هذه التجربة.
كل علاقة تمر بتغيرات مختلفة؛ ولهذا فإننا نلاحظ أن إظهار المرونة مع تلك التغيرات، يظهر للشريك مدى أخذ الأمر بجدية، كما يظهر احترامك للعلاقة والتزامك تجاهها.
استعرضنا في هذا الموضوع الإجابة عن سؤال هل الثقة تعود بعد فقدانها؟ كما أوضحنا أن الثقة تحتاج إلى عملية بناء مستمرة تتطلب التزامًا متبادلًا، وإذا اهتم كل طرف باحتياجات الطرف الآخر، شوف يحظيان بعلاقة أكثر سعادة ونجاحًا.