يعد الطلاق من اكثر المشاكل الاجتماعية شيوعا في وقتنا الحالي، حيث ارتفعت نسبة الطلاق بشكل مفاجئ في وطننا العربي خلال الخمسين عامًا الأخيرة.
وبسبب هذه الزايدة، كان علينا إعادة النظر في أسباب ارتفاع نسب الطلاق في عالمنا العربي إلى هذا الحد المرعب، وبهذه الزيادة المُطردة.
الطلاق يعد مشكلة ليست سهلة، يترتب عليها الكثير من التغيرات الجذرية في مستقبل أسرة كاملة، لذلك نستعرض أهم أسباب ارتفاع نسبة الطلاق في مصر والعالم العربي.
تعد ظاهرة من الظواهر الأكثر شيوعا، خاصة مع زيادة الدعوات حول المثلية ونحوه، في المجتمعات الغربية.
فالأمر لا يقتصر فقط على الصورة النمطية الحدية التي تظهر في صورة الدعوات للمثلية، ولكن أيضا قد تظهر في مجتمعاتنا بصورة أقل حدة، هدفها واضح وهو "إفساد هيكل الأسرة".
ونرى على وسائل التواصل الاجتماعي الدعوات إلى أن تعيش النساء حياة الذكور باستخدام كلمات مثل :" الحرية والاستقلالية والقوة وحقوق المرأة" بشكل غير متزن وبصورة خاطئة تجعلها تتخلى عن أنوثتها ووداعتها، وتجبرها على التعامل كذكر.
كما تنتشر الدعوات لأن يجنح الرجال إلى حياة الإناث من خلال التخلي عن مسؤوليته المالية وواجبات الحماية تجاه أسرته، فكون معول هدم بدلًا من أداة بناء، ولكن باستخدام وسائل كتحذيره من احتيال النساء، أو تعريضه للفتن صباحا مساءا.
ترغب المرأة فطريًا في الشعور بالأمان، وتحب أن تكون مالكة قلب زوجها الوحيدة.
بينما يميل الرجل فطريًا إلى تعدد العلاقات، لحبه للنساء، كما أنه يميل فطريًا للسيطرة والحرية.
وبسبب التحفيز الإعلامي، قد تبدأ المشكلة من المرأة، برفضها تحكم الرجل، ويهجرها الرجل ببساطة، ويذهب إلى غيرها .
وقد يمل الرجل من زوجته أو يميل إلى غيرها، أو يهرب من واقعه، فيعدد علاقاته، و يتخلى تدريجيا عن مسؤوليته تجاه العائلة، كما تختار المرأة نفسها وتتخلى عن العائلة كذلك.
يترتب على ما سبق، أن:
غياب الخوف من الله، رأس كل المصائب، فإذا اتبع الرجال والنساء أهواءهم في هذه القضية، تعددت العلاقات خارج نطاق الزواج، وانتشر الزنا، ولبى الرجال والنساء رغباتهم الفطرية، دون الشعور بالتزام الزواج الذي يكون- من وجهة نظرهم- يكبت حرياتهم أو يخنقهم ماديا، أو يقيد طموحهم.
تتوقع المرأة رجلا أفلاطونيًا، وحياة لا تشوبها الشوائب، ويتوقع الرجل امرأة مثالية غير متطلبة وملكة جمال، ويصطدمان بالواقع، الذي قد لا يقدرون على تحمله والتعليم معه نتيجة التوقعات المرتفعة.
والحقيقة أن الحياة تحتمل الصواب والخطأ، ولن يحصل الإنسان على حظوظ كاملة، لابد من أن يكون هناك نقص، الكمال لله وحده.
تعتبر الخصوصية بين الزوجين شيء من حقوق كل طرف على الآخر، ولكن مع تدخل الأهل، تتكاثر المشكلات وتتخضم للحد الذي قد يصعب السيطرة عليه، خاصة مع علبة العاطفة، والتأثر الجمعي بالآراء المتعصبة.
يعد الخرس الزوجي أو الصمت العقابي من أسباب ارتفاع نسب الطلاق، حيث أن وجود نقاشات حتى ولو كانت حادة، هي من المؤشرات الصحية لوجود علاقة جيدة، ولكن إذا مارس أحد الطرفين الصمت العقابي، قد يؤدي ذلك إلى نهايات غير سعيدة.
الغضب السريع وما يترتب عليه من صوت عال وصراخ، حتى يصل إلى الاعتداء الجسدي.
يعد الاختلاف على طريقة تربية الأبناء أحد أسباب ارتفاع نسب الطلاق ، ولابد من الوقوف على هذه المسألة طويلا، لأن زيادة الوعي في ما يخص التربية الصحيحة، تساهم بشكل كبير في توزيع أدوار الآباء والأمهات بشكل صحيح.
تعاني الدول الفقيرة من نسب طلاق عالية، ويرجع ذلك إلى عدم قدرة الرجل على إعالة أسرته، نتيجة الفقر والبطالة.
قد يتساءل البعض .. هل الجنس أحد أسباب الطلاق؟ بالطبع نعم، فإن عدم التوافق الجنسي يؤدي إلى تراكم الضغط النفسي من الشريك، والذي ينفجر عند حدوث مشكلات الحياة اليومية، وقد يؤدي إلى خيانة أحد الطرفين للآخر.
يعد السفر من أسباب الطلاق، وذلك بسبب غياب الدور الأساسي لرب الأسرة، من تربية وحماية ورعاية أطفاله وزوجته، فيفرغ الحياة من مضمونها، و يختصرها في أموال ترسل من الخارج.
في النهاية يجب أن نوقن أن أسباب ارتفاع نسب الطلاق كثيرة، وقد لا نستطيع حصرها في موضوع واحد، ولكن لابد من المتقين أن الزواج الناجح علاقة مبنية على التعاون المشترك لأجل انتاج أسرة سليمة، وأن التنازل الصحي من كلا الطرفين ضروري لاستمرار الزواج ونجاحه.