في نهاية عام 2024، أبلغت الصين عن ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس الصين الجديد , والمعروف باسم الفيروس البشري المخلوي ( HMPV ).
أثار هذا التفشي قلقًا محليًا ودوليًا نظرًا إلى المخاوف المستمرة بشأن الأوبئة التنفسية، خاصة بعد تجربة جائحة كوفيد-19.
فيما يلي نظرة شاملة على هذا الفيروس، أسبابه، أعراضه، طرق انتشاره، والتدابير الوقائية.
فيروس الصين الجديد HMPV هو اختصار للفيروس البشري المخلوي الميتابيوم، وهو فيروس تنفسي ينتمي إلى عائلة الفيروسات الرئوية. اكتُشف لأول مرة في هولندا عام 2001، وهو يُعد من الفيروسات الشائعة التي تُسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي.
الفيروس يؤثر بشكل أساسي على الفئات الضعيفة مثل الأطفال الصغار وكبار السن، ولكنه يمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية. يُشبه فيروس HMPV في خصائصه فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، ويُعتبر مسؤولًا عن نسبة لا يُستهان بها من حالات العدوى التنفسية الحادة.
تتفاوت شدة الأعراض من شخص لآخر بناءً على الحالة الصحية العامة والعمر. تشمل الأعراض الشائعة:
1. الحمى.
2. السعال.
3. سيلان الأنف.
4. ضيق التنفس.
5. التهاب الحلق.
في الحالات الأكثر خطورة، يمكن أن يؤدي الفيروس إلى التهابات رئوية حادة مثل التهاب القصبات الهوائية أو الالتهاب الرئوي، خاصة لدى كبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
خلال ديسمبر 2024، سجلت الصين زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بالفيروس، مما أدى إلى اكتظاظ المستشفيات، خاصة بأقسام الأطفال. وفقًا للتقارير، كان الفيروس مسؤولًا عن نسبة كبيرة من الأمراض التنفسية الموسمية في الصين، حيث أظهرت البيانات أن 6.2% من الاختبارات الإيجابية للأمراض التنفسية تعود إلى HMPV.
من المهم ملاحظة أن الفيروس ليس جديدًا، وقد تم الإبلاغ عن حالات إصابة سابقة به في أجزاء مختلفة من العالم، لكنه ظهر في الصين بشكل أكثر حدة هذا الشتاء.
ينتقل الفيروس البشري المخلوي من شخص لآخر عبر:
1. الرذاذ التنفسي: الناتج عن السعال أو العطس.
2. اللمس المباشر: مثل المصافحة.
3. الأسطح الملوثة: حيث يمكن للفيروس البقاء لفترة قصيرة على الأسطح.
تعاملت السلطات الصحية الصينية مع تفشي HMPV بحذر، حيث أصدرت توجيهات لتعزيز الوعي حول طرق الوقاية من الأمراض التنفسية. شددت على أهمية غسل اليدين بانتظام، استخدام الكمامات، وتجنب التجمعات الكبيرة.
كما أكدت السلطات أن هذا التفشي يُعد جزءًا من النمط الموسمي للأمراض التنفسية في فصل الشتاء، ولا يُشكل تهديدًا وبائيًا مماثلًا لجائحة كوفيد-19.
في العادة، لا يُعتبر فيروس HMPV خطيرًا على الأشخاص الأصحاء. ومع ذلك، يمكن أن يُسبب مضاعفات خطيرة لدى:
حتى الآن، لا يوجد لقاح محدد أو علاج مضاد للفيروس. يُعالج المرض بناءً على الأعراض التي تظهر على المريض، مثل:
لحماية نفسك من الإصابة بفيروس hmpv الصين، يجب اتباع النصائح التالية:
1. غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
2. تجنب لمس الوجه، خاصة العينين والأنف والفم.
3. الابتعاد عن الأشخاص المصابين بأعراض تنفسية.
4. استخدام المناديل عند السعال أو العطس، والتخلص منها فورًا.
5. تطهير الأسطح التي تُستخدم بكثرة.
رغم التشابه في أعراض الإصابة بين فيروس الصين الجديد hmpv وكوفيد-19، إلا أن الخبراء يؤكدون أن فيروس hmpv الصين لا يُشكل تهديدًا وبائيًا مماثلًا. كما أن طبيعة الفيروس معروفة منذ سنوات، على عكس كوفيد-19 الذي كان فيروسًا جديدًا عند ظهوره.
اقرأ أيضا: قد تحذر من وجود أمراض خطيرة.. الخطوط على الأظافر ماذا تعني ؟
فيروس الصين الجديد hmpv ليس جديدًا، لكنه عاد ليُثير القلق في الصين بسبب ارتفاع أعداد الإصابات، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا. ومع ذلك، يمكن التحكم في انتشاره عبر الالتزام بالإجراءات الوقائية واتباع الإرشادات الصحية.
على الرغم من عدم وجود علاج أو لقاح حالي للفيروس، فإن الاستجابة السريعة والإجراءات الوقائية يمكن أن تقلل من تأثيره، مما يمنع حدوث أزمات صحية أكبر.