نحكي لكم اليوم، قصة أب هرب ابنته من منزله في الليل وزوجها من خطيبها ، وهي قصة حقيقية حدثت في المملكة العربية السعودية.
تبدأ الأحداث عندما دخل شاب سعودي حديث التخرج رقيق الحال، إلى مجال التدريس، ليشق بذلك الطريق إلى حياته العملية، براتب ضعيف، ومستوى مادي متوسط الحال؛ لكنه رغم رقة حاله، كان على خلق ودين.
وكعادة الشباب، طلب الشاب من أمه البحث عن عروس مناسبة ليتزوجها؛ وتعينه على أمر دينه ودنياه.
فرحت الأم، بذلك وانطلقت تبحث و تتقصى عن عروس مناسبة، حتى وصلت إلى عروس جميلة سبحان الذي خلقها.
من هنا بدأت الحكاية، حيث ذهبت الأم وابنها لطلب يد تلك الفتاة من أهلها.
استقبلت العائلة الشاب بحب وحفاوة، وطلب الأب من ابنته الجلوس مع الرجل الذي يريد خطبتها، جلسة الرؤية الشرعية.
وبمجرد أن دخلت الفتاة إلى المجلس، بوجهها الجميل، وإطلالتها الساحرة، وجد الشاب في نفسه انفتاحا وحبا وإشراقا، وأنس بها من المرة الأولى وانفتح قلبه لها.
وكذلك الفتاة أنست به، وأحبت مجلسه، وتبادلا أطراف الحديث حول المواضيع العامة، وكانا دائما الابتسامة طوال المجلس، حتى أن الشاب بالكاد غادر بيت العروس لشدة ما وقع في قلبه من سرور وفرح.
واتفق الشاب مع والد العروس أنه سيبلغه برده النهائي بعد 3 أيام، وفي الوقت نفسه تنظر العروس في أمرها أقبلت أم لا.
وبعد ثلاثة أيام، رد الشاب بالقبول وكذلك قبلت الفتاة الزواج منه، ثم جاء الشاب إلى منزل والد الفتاة للاتفاق على المهر.
قدر الوالد حال الشاب؛ كونه في بداية حياته، وأخذ منه مهرًا معقولا، وقدم الشاب إلى العروس طقم ذهب وكذلك لوالدتها طقم ذهب وتمت الخطبة وعُقد النكاح.
لكن والدة العروس كان لها رأي آخر، فبعد عقد النكاح، وبينما كان الشاب يجلس مع زوجته في بيت أبيها، دخلت امها وقالت بلهجة حادة نوعا ما :" اسمع يا بني، لقد اتفقت مع والد العروس في أمر المهر وما حدث حدث، لكن لكل شيء أصول، والأصول تقتضي أن تكون ابنتي كأخواتها مماثلة لهن، ولن أرض بغير ذاك، باقي اتفاقاتك معي".
رد الشاب:" ابشري يا عمة، طلباتك مجابة إن شاء الله".
وتابعت والدة العروس كلامها بقولها:" بناتي يتزوجن في فندق كذا- والذي كان يعد من أغنى وأفخم فنادق المدينة- ونريد ذهب بقيمة كذا، والهدايا بقيمة كذا، و عددت شروطا تعجيزية، ثم خرجت من المجلس.
شعرت العروس بالحرج من تصرف والدتها، وأخذت تبرر موقفها لزوجها، فكان الشاب على خلق، وقال لها ابشري وإن شاء الله أفعل ما بوسعي لإسعادك.
وفي اليوم التالي، ذهب الشاب إلى الفندق ليسأل عن تكاليف العرس، فوجد تكاليف خرافية تفوق ما يدخره من مال بأضعاف كثيرة، فصدم من ذلك وعاد أدراجه إلى منزله.
وعندما كانت الساعة 11 ليلا، وضع ملابسه في حقيبة سفر ووضعها في سيارته، وانطلق بها، قاصدا مكة المكرمة.
وفي الطريق، عندما اقترب إلى بيت والد زوجته، طلب رقم المنزل -ولم يكن هناك هواتف جوالة بعد- فردت عليه والدة العروس، وسألته بحدة لماذا تتصل في هذا الوقت المتأخر؟
فأجابها:" من فضلك هل يمكنني الحديث مع أبي فلان -يقصد والد زوجته-"
قالت : "خذ" وأعطت سماعة الهاتف لزوجها، فأجابه :"نعم يا بني"
فقال الشباب:" أهلا يا عمي.. عندي سؤال، هل أنا خاطب ابنة رجل أم ابنة امرأة؟ .. يعني هل الحديث في بيتكم يكون مع الرجال أم مع النساء؟..
فأجاب:"ماذا تريد؟!"
قال:" لقد سألت عن أسعار الفنادق التي تريدون إقامة العرس فيها، فوجدتها باهظة الثمن، هل من المعقول أن أستدين لأسدد قيمة ليلة واحدة، ليستأنس الناس، و أتكبد أنا الخسائر؟، هذا لا يرضي الله، وأقول لك ما عندي، لقد حزمت أمتعتي وانا ذاهب إلى مكة، وأنا جوار بيتكم، إذا رضيت أن تعطيني ابنتك الآن، فأذهب بها ونعتمر هناك ونكمل حياتنا سويا كان بها، وإلا فابنتك عندك وأنا أذهب في طريقي".
رد والد العروس:" أبشر" .. وأغلق الهاتف، فسألته زوجته:" ماذا كان يريد".
قال :" يريد عقد النكاح، يقول إن هناك خطأ فيه،سأذهب واعطيه له، إنه بجوار البيت" ثم طلب من ابنته العروس ارتداء العباءة، و نزلا سويا.
ولما نزلا وجدت زوجها بالسيارة، فسلمها أبوها لزوجها، واتجها إلى مكة.
وفي الصباح، دخلت والدة العروس لتوقظ ابنتها، فلم تجدها في المنزل، فركضت نحو زوجها لتخبره بالأمر، فقال لها إن ابنتها تطوف بالبيت الآن.
فلم تفهم:" فأجابها أنه سلم ابنته إلى زوجها بالأمس، وأخبرها بما دار من حديث".
ولما اتصلت على ابنتها وجدتها سعيدة مع زوجها، وأثنت على ما حدث، وقالت لا حاجة لنا بعرس ولا غيره.