بقلم: فاطمة لطفي
تعد العلاقة بيننا وبين العالم دائما في تفاعل مستمر، حيث نجد أنفسنا جزءاً من هذا الكون الذي يحمل تنوعاً هائلاً من الثقافات، الأفكار، والطبيعة.
إنها رحلة استكشافيه متواصلة لكل ما هو جديد، وسعي لتحقيق الذات وسط هذا الزحام.
سأبحث في هذا الموضوع عن نقطة شغلتني كثيرا الفترة الماضية، وهي الحواجز بيني وبين العالم، هل كان مصدرها الخوف ؟!، أم كان السبب شيء أكثر غموضا!؟
في كل مرحلة من حياتك تجد أن هناك جدران وحواجز تفصل بينك وبين العالم من حولك، بعضها يكون واضحًا ومحددًا، مثل الخوف من كل شي ، وبعضها يكون غير مرئي ولكنه عميق التأثير.
هذه الحواجز قد تكون من صنع الظروف، أو قد تكون نتيجة لتجارب شخصية، أو حتى انعكاسًا لمخاوف داخلية.
وهذه الحواجز أهمها :
الخوف من الناس أو من المجهول هو أحد أكبر الحواجز التي تواجهك.
أحيانًا تشعر بأن العالم مكان واسع ومعقد، وبه الكثير من التحديات التي لا تستطيع مواجهتها.
التردد والخوف من الفشل من أهم الأسباب التي تجعلك تتراجع عن خوض تجارب جديدة، وهذا يحد من قدرتك على التفاعل بشكل أعمق مع الآخرين.
العالم مليء بالاختلافات الثقافية والاجتماعية التي قد تجعل التواصل مع الآخرين صعبًا في بعض الأحيان. قد تجد نفسك أحيانا عاجزًا عن فهم تقاليد أو عادات مختلفة، و تراودك مشاعرك أنك غريب عن هذا السياق ويسيطر عليك الخوف من خوض التجارب الجديدة. ونتيجة لهذا الشعور تصبح معزولا عن تجربة العالم بكل مغامراته.
إنه حاجز غير مرئي .. لكنه قوي التأثير، أحيانًا يكون الحاجز النفسي مثل انعدام الثقة بالنفس أو الشعور بأنك غير كافٍ، وهو أحد أنواع الخوف ، هذه الافكار تقلل من جرأتك تجاه فكرة الانفتاح على العالم، وتقلل من قدرتك على التواصل بحرية.
في عصرنا هذا ، أصبحت الوسائل الرقمية جسرًا بين العالم وبينك، لكنها أيضًا جدارًا وحاجز قوي جدا يفصلك عنه. الانشغال بالهواتف أحيانًا يجعلك أقل تفاعلًا مع المحيطين بك و العالم الواقعي، و هذا يخلق حاجزًا بينك و بين الأشخاص من حولك.
إن الحواجز التي تفصلك عن العالم ليست سوى تحديات يمكن التغلب عليها بالإرادة و الوعي.
للتغلب على هذه الحواجز، تحتاج إلى خطوات مستمرة تجعلك منفتحًا و متفاعلًا أكثر مع العالم من حولك.
إذا كنت تتساءل كيف تزيل الخوف من قلبك؟ نفصل لك الإجابة فيما يلي:
ليس العالم فقط من يمنحك، بل تجد نفسك أيضا في موقف المانح. تقدم أفكارك، جهدك، وحتى أحلامك الصغيرة لتساهم في رسم ملامحه.
أحياناً تساعد شخصاً، أحياناً تكتب، وفي أحيان أخرى تبتسم فقط، معتقداً أن هذه المساهمة البسيطة يمكن أن تحدث فرقاً في حياة أحدهم.
ما بينك وبين العالم ليس مجرد مسافة تحتاج فيها إلى التخلص من الخوف، بل هو تجربة دائمة من النمو والتفاعل، وهنا يجب أن تدرك أن العالم ليس مجرد مكاناً للعيش فيه بل مساحة للتفاعل معه .