يمكنك إرسال تدويناتك
الرئيسيةأمومة

كيف تحقق الأم التوازن بين الحنان والحزم في التربية ؟

الصورة الرئيسية للمقالة

كيف تحقق الأم التوازن بين الحنان والحزم في التربية ؟

29 نوفمبر 2024 - 02:44 م

مما لاشك فيه أن الأمومة رسالة سامية، ومهمة عظيمة، تحمل معها مشاعر الحب  والخير والأمان والتضحية والرعاية والمسئولية.

وهناك علاقة فريدة من نوعها تربط الأم بأبنائها، ولابد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس الحنان والحزم .

 ولابد من وجود التوازن بين الحنان والحزم في التربية ، إذ أن هذا التوازن يضمن وجود التربية السليمة للطفل، ليصبح بعد ذلك فردًا متوازنًا على المستوى الفردي والاجتماعي.

الحنان والحزم في التربيةالحنان والحزم في التربية

ما هو مفهوم الحنان؟

يعد الحنان من أسس العلاقة بين الأم وأبنائها، حيث يوفر بيئة آمنة للطفل، تساعده على أن ينمو بثقة وطمأنينة. 

وتكمن أهمية الحنان، في أنه عندما يشعر الطفل بالحنان، يعرف بطريقة ما أنه محبوب وأن الآخرين يتقبلونه ، وهو عامل مهم وضروري جدا في تشكيل تقديره لذاته ويعزز ثقته بنفسه.

من هي الأم الحنون؟

الأم الحنونة لها عدة صفات وسلوكيات مع أبنائها كما يلي:

  • تستمع إلى أبنائها باهتمام.
  •  تُشجع أبنائها على التعبير عن مشاعرهم.
  • تمنح أبناءها الدعم في مختلف المواقف. 
  • تمنح أبناءها العناق والكلمات الطيبة.
  • تظهر محبتها لأبنائها، وتهتم بصحتهم وتعليمهم، وتقدم لهم الدعم النفسي عندما يواجهون صعوبات الحياة.
  • يمكننا تلخيص النقاط السابقة باعتبارها إجابة عن سؤال ، كيف تكون التربية بالحب؟ أو كيف تكون التربية الإيجابية؟ ، ولكن لابد من شرط آخرين سنتحدث عنه في النقاط القادمة.
الحنان في التربيةالحنان في التربية

ما هو الحزم في التربية؟

كما لا شك فيه أن الحنان مهم وعنصر أساسي في التربية، لكن لا تكتمل التربية السليمة إلا بعنصر الحزم.

والحزم يساعد الطفل على فهم الحدود والقواعد التي تحكم حياته. عندما تكون الأم حازمة، فإنها تعلم أطفالها قيمة الانضباط والمسؤولية، وتساعدهم على تطوير السلوك الإيجابي.

كيف يكون الحزم مع الأطفال؟

الحزم يعني أن تضع الأم أو الأب أو المربي بشكل عام، قواعد ثابتة وواضحة  تتماشى مع القيم والمبادئ التي ينبغي أن يكتسبها الطفل. 

مثال: أن تقوم الأم بوضع أوقات محددة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية للأطفال، أو تشدد على عمل الواجبات المدرسية أو أداء الصلاة والعبادة.

 التوازن بين الحنان والحزم في التربية :

التوازن بين الحنان والحزم في التربية هو مفتاح إنشاء جيل ناجح و متزن، نفسيا واجتماعيا وأخلاقيا.

  • إذا غلب الحنان على الحزم: يكون الطفل مدللا وعاجز عن التعامل مع التحديات الحياتية. 
  • إذا غلب الحزم على الحنان: يكون الطفل مضغوطا ويشعر بالرفض، وينخفض تقديره لذاته وتقل ثقته بنفسه وتتأثر علاقاته مع الآخرين بالسلب.

يمكن للأم تحقيق التوازن بين الحنان والحزم في التربية من خلال:

  • تحديد قواعد ومبادئ دينية ودنيوية وأخلاقية واضحة لتربية أبنائها ومتابعة التزامهم تجاهها بحزم.
  • إبقاء قنوات التواصل بينها وبين أبنائها مفتوحة عن طريق الحوار الجيد وإظهار الحنان والحب غير المشروط.
  • العقاب في حد ذاته ليس هو المشكلة، وإنما تفسير الأب أو الأم سبب العقاب للابن هو الذي يحدث المشكلة الحقيقية.
  • الاعتراف بالخطأ إذا تم التجاوز في حق الإبن.
  • احترام الابن واحترام خصوصيته و آدميته ورغبته في الاختيار.
الحنان والحزم في التربيةالحنان والحزم في التربية

ما هو السلوك الذي يعد مثالا على الحزم؟

سنوضح مثالا لفهم السلوك الذي يعد مثالا للحزم كما يلي: إذا ارتكب الطفل خطأ، من الأفضل أن تقوم الأم بتوضيح الخطأ الذي فعله الطفل بحزم، وتعتمد درجة الحزم على درجة الخطأ، وبعد أن يفهم الطفل أنه أخطأ، تناقشه بلطف لكي يفهم سبب سلوكه ومن ثم مساعدته على تحسينه.

أهمية التوازن بين الحنان والحزم في التربية :

عندما يحدث التوازن بين الحنان والحزم في التربية :

  • يصبح لدى الطفل الشجاعة الكافية لمواجهة تحديات الحياة الطفل بثقة ومسؤولية. 
  •  يتعلم الطفل أن الحياة لها قواعد يجب احترامها، وأن الآخرين كذلك لهم رغبات وطموحات يجب احترامها.
  •  في الوقت نفسه، يشعر الطفل بالحب، ويستطيع استقبال الحب والدعم غير المشروط من الآخرين بانفتاح وثقة.
  • يعزز التوازن بين الحنان والحزم العلاقة بين الأم وأبنائها، حيث يشعر الطفل بالاحترام والتقدير من قبل أمه، وهو عنصر مهم جدا في بناء شخصيته.
  •  يساهم ذلك في بناء شخصية قوية للطفل.
  • يكون الطفل قادرا على اتخاذ القرارات الصحيحة، والتعامل مع الآخرين باحترام.
الفرق بين القسوة والحزمالفرق بين القسوة والحزم

ما الفرق بين القسوة والحزم؟

مما لا شك فيه أن هناك فرقا واسعا بين القسوة والحزم، إذا أن الحزم أداة بناء، مهمة جدا لتحقيق التوازن النفسي للطفل، أما القسوة فتتمثل فيما يلي:

  •  العقاب الغير مبرر لمجرد أن الأب أو الأم غاضبين من سبب آخر.
  • الجور على حق الطفل، أو عدم الاعتراف بحقوقه في الأساس.
  •  العقاب المفرط، أو استخدام أدوات ترويع.
  • عقاب الطفل دون توضيح أو احتواء.
  • تقديم تفسيرات غير منطقية أو تحميل الطفل مسؤولية تعرضه للعقاب كونه يستحق العقاب لذاته، وليس لسبب محدد.

في النهاية، نقول أن التوازن بين الحنان والحزم في التربية ليس مهمة سهلة، بل تحتاج إلى وعي كبير وإدراك لاحتياج الطفل في مختلف مراحل حياته. 

ويمكن للأم أن تحقق التوازن بين الحنان والحزم في التربية من خلال وعيها الجيد بـ متى يجب أن تكون الأم حنونة؟ ومتى يجب أن تكون حازمة لتقويم سلوك طفلها، وتساهم في تربية جيل قوي ومسئول.