بقلم: هالة جمال
مع التطور السريع الذي نعاصره في التكنولوجيا، أصبح الأطفال يحاطون بعالم مليء بالشاشات هذا التطور أصبح بدوره يفرض على الأمهات تحديات جديدة في تربية أطفالهن.
وهنا يطرح سؤال: هل يمكن أن تساعد التكنولوجيا في تربية الأطفال، أم أنها تسبب مشكلات تعيق الأم أثناء القيام بدورها في التربية؟
في هذا المقال سنناقش تأثير التكنولوجيا على تربية الأطفال، ونقدم بعض النصائح التي توازن بين الفائدة والحماية.
سنجيب في هذا الموضوع عن سؤال هل تربية الأطفال في عصر الانترنت معين أم عائق؟ على النحو الاتي:
مما لا شك فيه أن لكل شيء مميزاته وعيوبه، وكذلك التكنولوجيا لها مميزاتها إذا استطعنا الاستفادة منها في تطوير أنفسنا وتطوير مهاراتنا الحياتية والحصول على معلومات مفيدة في شتى نواحي الحياة حيث أصبح استخدام التكنولوجيا جزءا لا يتجزء من حياتنا اليومية، وعلى النقيض هي آفة تجتاح عقولنا وتؤثر سلبيا على سلوكياتنا وحياتنا إذا أسأنا استخدامها.
وفيما يلي سنعرض بعض تأثيرات التكنولوجيا الإيجابية والسلبية على الأطفال:
توفر التكنولوجيا العديد من المصادر التعليمية للطفل مثل التطبيقات والفيديوهات التعليمية التي تساعد الطفل على التعلم بطريقة ممتعة.
إذا كان هناك استخدام صحيح للتكنولوجيا ستسمح للأطفال بالتواصل مع أقرانهم وتطوير مهارات التواصل.
من خلال متابعة الدروس والتعلم عن بعد لتطوير المهارات أو في حالة حدوث أي تغيرات غير متوقعة أو اضطرابات في الحضور للمدرسة كما حدث في جائحة كورونا.
يوجد العديد من التطبيقات التي تدعم تعليم اللغات الجديدة، مما يطور من قدرات الأطفال اللغوية.
توفر التكنولوجيا إمكانية البحث السريع عن أي معلومة أو موضوع في شتى المجالات.
يمكن للأطفال الاستمتاع بالألعاب الترفيهية التي تناسب أعمارهم وهواياتهم كنوع من التسلية مع حرص الوالدين على مراقبة الوقت الذي يقضيه الطفل للاستمتاع بهذه الألعاب.
من الأضرار الخطيرة التي تسببها التكنولوجيا على الأطفال هي انعزالهم عن العالم الخارجي وتركيزهم على عالمهم الخاص الذين وجدوا فيه ما يجذب انتباههم من صور متحركة وألوان مختلفة وألعاب مسليه يقضي عليها الطفل أغلب أوقاته دون أن يدري فقتلت في الأطفال روح الإبداع والتطلع إلى اكتشاف العالم الجديد، فأصبح الأطفال اليوم ضحايا الامهات التي لا يعرفن معنى المسؤولية فتعطي لطفلها الهاتف لأي سبب من الأسباب سواء كانت عامله وتقضي معظم الوقت خارج بيتها أو كانت منشغلة في أعمال المنزل ناهيك عن الأمهات الذين يقضون معظم الوقت في الثرثرة مع صديقاتهن على وسائل التواصل وينسين اساسا أنهن لديهن أطفال. يحتاجون إلى رعايتهن وحنانهن.
الأطفال الأكثر عرضة لشاشات معرضون للإصابة بمرض التوحد أكثر من غيره وأكدت الدراسات أنه أن الأطفال دون سن ثلاث سنوات احتمالية إصابتهم بمرض التوحد كبيرة جدا إذا زاد عدد الساعات عن حد معين.
كان الأطفال في الماضي قبل ظهور التكنولوجيا اللعب والركض والمشاركة في الرياضات المختلفة بشتى أنواعها والذهاب الى الحدائق واللعب بالكرات واكتشاف أدوات المطبخ والفضول قد يؤدي بهم إلى فك العابهم الخاصة لمعرفة محتوياتها وما إن انتشرت الهواتف والآيبادات وكثرت في البيوت وأصبح لكل طفل جهازه اللوحي الخاص به حتى تحول الأطفال إلى شبه كائنات حية حتى وصل الحال إلى أنه من الممكن أن تحمل الطفل من غرفة الى اخرى أو تطعمه شيئا في فيه وهو لا يدري مما أدى إلى انتشار مرض السمنة عند الأطفال.
الكثير من الأطفال بعد سحب الهاتف منهم يقومون بتطبيق ما شاهدوه على بعضهم البعض يا اخوه في المنزل أو كأصدقاء في الصف كم ممارسة بعض الحركات العنيفة التي يشاهدونها على شاشات التلفاز أو من خلال اللعب بالألعاب الالكترونية المصارعة وغيرها من الألعاب والتي تحث الطفل على العنف وممارسة الحركات المفرطة.
كثرة النظر في الشاشات يؤدي إلى التهاب العينين وضعف النظر لدى الأطفال وخاصة في السن الصغير بسبب الانبعاثات الصادرة من الاجهزة اللوحية.
لا شك أن مسؤولية تربية الأبناء تقع على عاتق كلا من الأب والأم ولكن الجانب الأكبر من التربية يستند على اللام لكونها الركيزة الأساسية في بناء البيت وحجر الأساس للأسرة فإن كانت أما مثقفة وواعية بدورها تجاه أبنائها وبيتها أخرجت نماذج طيبة تنفع نفسها ودينها ومجتمعها.
ومع التحديات التي تفرضها التكنولوجيا على عالمنا، أصبح دور الأم أصعب من ذي قبل لأن دورها أصبح غير مقتصر على الرعاية والتوجيه فحسب بل أصبح لزاما عليها أن تحمي أبناءها من المخاطر التي يتعرضون لها من حولهم سواء من الآثار السلبية للإنترنت أو من المجتمع الذي قد يكون غير مناسب للتربية لما فيه من نماذج سيئة وغير ذلك من الملوثات التي تعيق العملية التربوية، فهذه العوامل لها مخاطرها على الأبناء إذا قصرت الأم في دورها سواء لجهلها بهذه المخاطر أو لانشغالها الغير مقصود سواء كانت عاملة أو لأي أسباب أخرى.
وفي هذه السطور سنحاول مساعدة الأم ببعض النصائح التي قد تساعد الأم على القيام بواجباتها تجاه أبنائها في ظل وجود التحديات خصوصا انتشار التكنولوجيا .
على الأم أن تنصت جيدا لأبنائها عند التحدث عن مشكلة معينة حدثتهم معهم أو حتى عند التعبير عن مشاعرهم ودائما تسألهم عن ما حدث معهم خلال اليوم لتوطيد علاقتها مع أبنائها.
يجب على الأم أن تبقى في حالة تواصل دائمة مع أبنائها حتى في حال انشغالها، فتتحين الفرص حتى ولو كان استغلال وقت العشاء مثلا أو من خلال حوارات قصيرة، او حتى وقت إعداد الطعام.
على الأم أن ترشد ابناءها للاستخدام الصحيح للإنترنت وتوضح لهم الاثار السلبية التي تنتج من سوء استخدامه، فهذا التوجيه التربوي له دورا مهما في توعية الأبناء بالطرق الصحيحة لاستخدام التكنولوجيا وذلك من خلال:
يجب على الأم أن تعرف أبناءها كيف يتعاملون بحذر مع التكنولوجيا لكي يتجنبوا التعرض للتنمر أو محتوى غير ملائم او التعرض للضغط النفسي الذي قد ينتج من متابعة أولئك الذي يعرضون حياتهم على الملا ويعتقد الأبناء إنها حياة مثالية ليست كالتي يعيشونها.
على الأم أن تضع ضوابط وقواعد واضحة في البيت كمنع استخدام الأجهزة قبل النوم او اثناء تناول الطعام وتحديد وقت معين لاستخدامها.
من الضروري أن تراقب الأم المحتوى الذي يشاهده الأبناء ومن الأفضل أن تشارك معهم في اختيار المحتوى، وقد تستعين ببعض برامج المراقبة الابوية لتطبيق ذلك.
على الأم أن تشجع أبناءها دائما وتثني عليهم عند القيام بأي عمل إيجابي ولو صغير، حتى تزداد ثقتهم بأنفسهم ويعزز السلوك الإيجابي لديهم.
تعويد الطفل على التعبير عن مشاعره من أهم الأمور التي تزيد من ثقته بنفسه وتساعد في بناء شخصيته.
من المهم أن تراقب الام تصرفاتها أمام أولادها لأن الطفل يتأثر بشدة، لذا من الضروري أن تقتصد الأم في استخدامها للإلكترونيات أمام أبنائها حتى إذا نصحتهم بالحد من الاستخدام تكون قدوة لهم.
قد تستغل الأم الانترنت في تعليم الأبناء بعض القيم مثل: الصدق، الأمانة، والصبر، والاحترام، والالتزام، ومساعدة الآخرين ويتفاعل بشكل سليم مع المجتمع.
من الأمور البسيطة والمهمة أن تعلم الأم أولادها التعود على المسؤولية من سن صغير مثل إعطائه قماشة لينظف بعض قطع الأثاث أو تدريبه على تنظيم مكتبه او سريره أو صندوق العابه، كل ذلك من شأنه أن يعزز المسؤولية عند الطفل وينبهه على ضرورة القيام بدوره.
يجب على الأم أن تعطي لأبنائها مساحة لاتخاذ بعض القرارات الخاصة بهم، وتحد من التدخل الزائد في شؤونهم الخاصة التي لا يتطلب فيها تدخل الام.
يتوجب على الأم العاملة الموازنة بين العمل والاسرة وذلك من خلال إعادة ترتيب أولوياتها وإعداد جدول زمني منظم يساعدها على قضاء واجباتها بما فيها قضاء بعض الوقت مع الأبناء للاستماع إليهم والمشاركة في حل مشكلاتهم واحتوائهم وإشعارهم بالحب والاهتمام.
من الأمور التي يمكن أن تلجأ لها الأم العاملة أن تستعين ببعض أفراد العائلة كالجدة أو الأخت أو جارتها المقربة، ليعينوها في رعاية أبناءها فترة غيابها للعمل لتكون مطمئنة عليهم ولو لزم الأمر تستعين بمربية ثقة إذا كانت حالتها المادية وظروفها الاجتماعية تسمح بذلك.